بسم الله الرحمن الرحيم، إذا جاء نصر الله والفتح، ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا، فسبّح بحمد ربّك واستغفره إنه كان توّابا. صدق الله العظيم. إذا جاء نصر الله والفتح: حينما يأتي نصر من الله وفتح منه، خُصص الفتح بالذِكر كما يقوله المفسّرون لأن المراد بالفتح فتح مكة، ومن أبرز مصاديق الآية فتح مكة.. جاء نصر الله وفتَح الله مكة على يديك.. لعلّكم سمعتم أو تسمعون بفتح مكة، فمكّة دخل فيها رسول الله لأسباب عديدة، أولاً: مكّة كانت مقرّ العبادة للمسلمين، محجّة لهم، قِبلتهم، فما كان يمكن لهم أن يتجاهلوا هذه البلدة المباركة ولا يحاولون الفتح لها، لماذا الفتح لها؟.. أما كان من الممكن أن يحج المسلمون الى مكة دون خطر كما كان للعرب جميعاً قبل الإسلام حق في حج بيت الله الحرام؟، هذا السؤال جوابه لا، لأنّ أهل مكة وخاصةً قريش كانوا موتورين متأثرين، ما كانوا يسمحون أبداً بأن يحجّ مسلم واحد الى مكة، وما كانوا يسمحون باستفادة المسلمين كما يسمحون باستفادة جميع العرب في مكة.. لذلك كان يجب أن يُفرض عليهم حج المسلمين بالقوة، لأنهم تجاوزوا حقوق الآخرين ومنعوا الناس من زيارة بيت الله، وبيت الله لا يُملك، والبيوت التي حول بيت الله لا تُملك، وحتى إذا مُلكت تخضع لسلطان مكة كما تعلمون، والحديث يقول أنهم إذا أرادوا توسعة الكعبة فيجوز لهم أن يستملكوا بيوت ما حول الكعبة ويهدموها لأنّ الكعبة أول بيت وُضع في الإسلام الذي بمكّة مباركاً.. مكة لا تُملك، والكعبة لا تُملك لأي من الناس، فإذ مُنع أحد من الحج يجب أن يُفرض الحج بالقوة، هذا كان السبب الأول في هجوم النبي (ص) على مكة، السبب هو موضوع العبادة ومنعهم من ممارسة هذا الواجب الذي هو ركن الإسلام كما ورد في الحديث، والكعبة هي قلب الإسلام، علَم الإسلام، وهذا ما يظهر في الحديث الكريم: "لا يزال هذا الدين قائماً ما دامت الكعبة".. أولاً/ ممارسة العبادة.. ثانياً/ كانت مكة قاعدة للمؤامرات ضد الإسلام، فكما تعلمون أنه خلال ثماني سنوات من أيام هجرة الرسول الى تاريخ فتح مكة حيكت عشرات المؤامرات وشُنت عشرات الغزوات من قِبل المشركين ضد الرسول (ص)، ففي كل يوم كان لهم مؤامرة، ومنها مؤامرة الأحزاب وواقعة الأحزاب كما تعلمون، وكثير من الغزوات ("بدر" و"أُحد") جرت في أراضي المدينة، والرسول الأكرم رأى أن مكة هي قاعدة العدوان، ومن الطبيعي أنه يحق لكل أمة أن تضرب قاعدة العدوان.. أراد النبي أن يحج، خرج للحج، التزم بالتفاهم مع المشركين في "الحديبية"، وقّع صلح "الحديبية" معهم على الرغم من أنّ أمر الصلح لم يكن من مصلحة المسلمين، وكان فيه اعتراف كبير بقوة المشركين، وقد عارض بعض صحابة النبي هذا الصلح، ولكن النبي فرضه بأمر من الله سبحانه وتعالى، ومن جملة هذا الصلح أنّ النبي يرجع في هذه السنة ويحج في السنة الثانية، وحينما يدخل في مكة يخرج من مكة جميع أهل قريش ويذهبون الى رؤوس الجبال وينظرون من مكان بعيد الى المسلمين وهم يحجّون.. هنا في هذه النقطة أحب أن أذكر بعض النقاط: بالفعل عندما دخل النبي في الحجة الأولى (لا في حجة الوداع ولا في فتح مكة)، حينما حجّ (ص) لأول مرة المشركون خرجوا من مكة وقعدوا على جبل أبي حديف ووديان مكة، والمسلمون حسب اتفاقية الحديبية دخلوا وطافوا وحجوا وعملوا واجباتهم ثم رجعوا.. الإخوان الذين تشرفوا بزيارة بيت الله الحرام يذكرون أنّ الإنسان حينما يطوف حول الكعبة يصل الى ما بعد "حِجر إسماعيل" في مكان باب الكعبة مقابل مقام إبراهيم (ع)، ثم يأتي الجناح الآخر من الكعبة المقابلة لحِجر إسماعيل (ع)، ثم يأتي الى الجناح الثالث في الطرف الثالث الذي فيه "الحطيم" مقابل الباب تماماً، هنا يستحب أن يمشي الإنسان بصورة تشبه الركض ويضرب رِجليه على الأرض.. هذه السنّة سنّها الرسول الأكرم (ص)، وسببها أنّ النبي عندما وصل لهذه المنطقة انتبه أنّ المشركين يتفرجون عليه، فبدأ يمشي بقوة وعزم ويضرب رِجله على الأرض بقوة حتى يظهر بمظهر الشاب القوي المتين، طبعاً آلاف من المسلمين بدأوا يضربون بأرجلهم على الأرض بقوة، وكان في هذا نوع من المبارزة وإظهار للقوة والتحدي وعدم الشعور بالضعف، وأصبحت هذه سنّة مستحبة، ونحن حينما نطوف ونصل الى الباب الثالث يستحب أن نمشي بركض ونضرب بأرجلنا على الأرض.. حجّ النبي حسب اتفاقية الحديبية في السنة التي تلت هذا الصلح، ولكن سرعان ما نقض المشركون الاتفاقية في عدة مواد، ومن جملة هذه المواد أنّ الأشخاص الذين يلتجئون (من منطقة النبي) الى مكة يُرجعهم المشركون الى النبي، المشركون خانوا الاتفاقية وحاولوا أن يُبقوا الخارجين في مكة، أما الذين هربوا من مكة وأسلموا واستسلموا للإسلام وللنبي (ص) فقد أرجعهم الرسول (من منطقته)، ولكنهم لم يذهبوا الى مكة، بل شكّلوا عصابة وبدأوا يغزون بيوت وأموال وقوافل قريش، حتى هم (قريش) طلبوا من الرسول ألا يُرجع هؤلاء، يعني لم يكن من مصلحتهم إعادة هؤلاء الهاربين.. ومن مواد الحديبية التي خالفها المشركون أنّ حلفاء النبي (في مكة) يكونوا في أمان من المشركين، وحلفاء قريش (في منطقة الرسول) يكونوا في أمان من المسلمين، وكان هناك تحالف بين قبيلة "بني خزاعة" والمسلمين، وتحالف آخر بين قبيلة "بني بكر بن وائل" وقريش، وكان بين القبيلتين شر عظيم وخصام قديم، فاحتدم الأمر بينهما، وخالف المشركون اتفاقية الحديبية، وساعدوا بني بكر على بني خزاعة، وقتلوا منهم جماعة، وأُخبر النبي (ص) بالوحي أو بوسيلة أخرى عن الواقعة، عندها عزم (ص) بالفعل وبأمر من الله أن يدخل مكة لأنهم نقضوا اتفاقية الهدنة واتفاقية الحديبية.. جاء أبو سفيان الى المدينة اعتذاراً، فأراد النبي ألا يستقبله، ولهذا أوعز الى المسلمين، أو شعر المسلمون بأنّ النبي (ص) لا يرضى بمواجهة أبي سفيان الذي جاء لكي يعتذر عن مخالفتهم للعهد، حينما شعروا بعدم رضى النبي (ص) لم يستقبله أحد، فدخل بيت ابنته (أم حبيبة) وأراد أن يجلس على الفراش، فجمعتها ابنته، وحينما قال لها: لماذا تجمعينه؟ ألا ترضين أن أجلس في بيتك على هذا الفراش؟ فقـالت بما مضمونه أنّ هذا فراش رسول الله الطاهر المطهّر، ولا أرضى أن تجلس وأنت مشرك وتنجّس هذا الفراش، فيئس أبو سفيان وعرف أن لا مكان له حتى في بيت ابنته، وذهب الى بيت فاطمة (ع) فاعتذرت عن استقباله لعدم رضى النبي، عندها وقف على باب المسجد وطلب أن يستقبله أحد في بيته، فما استقبله أحد، فاضطر أن يرجع خائباً.. رجع الى مكة وهو ينذر بغضب النبي والمسلمين من مخالفة المشركين صلح الحديبية ونقضهم له، فأنذرهم بلزوم الاستعداد، ولكنهم ما كانوا يعرفون أن الحرب على الأبواب، بالعكس: الأخبار كانت تصلهم بأنّ المسلمين يستعدّون للخروج الى الروم، الى الشامات، الى تبوك، وهكذا كان يُظن أنّ تجنيد الجيش لأجل الخروج الى الروم، لأنّ النبي كان يخفي الأمر، حتى تهيأوا وخرجوا من المدينة وقطعوا كمية من المسافة حتى اطمأن النبي (ص) بأنّ الجواسيس والمخبرين والمنافقين انقطعوا عن الإعلام ولا يتمكنون من الإعلام، حينئذٍ أمر القوافل بالاتجاه نحو مكة، وحينئذٍ فهِم المسلمون أنّ المقصد مكة وليس الروم، وصلوا الى قرب مكة.. أبو سفيان حينما وصل الى مكة وأنذر جماعته بعد مدة قالوا له: يا أبا سفيان أصبحنا لا نسمع أخبار محمد، ونحن نشكّ في أمره، فكانت قلوبهم توحي إليهم بأنهم أمام واقعة صعبة في حياتهم، قالوا: يجب أن نستخبر الجواسيس المنافقين (لم يبعثوا أخباراً)، فقال لهم (أبو سفيان): ليس لهذا الأمر أحد غيري، فخرج هو مع حكيم بن حزام، ولحكيم بن حزام دور كبير في تاريخ الإسلام، وهو من المؤلفة قلوبهم، وكان النبي يعطيه بعض الصدقات حتى يترك خصومته، وأيضاً قال النبي في حقه: من دخل دار حكيم بن حزام فهو آمن.. (إشارة الى أنّ كذَبة الأحاديث وضعوا أن حزام وُلد في بيت الله الحرام حتى يُبطلوا مفعول ولادة الإمام في البيت كي لا تكون فضيلة للإمام، ولكن لا أصل تاريخي لولادته في مكة حتى).. جاء أبو سفيان وحكيم بن حزام، وبمجرد ما وصلوا الى أبعاد قليلة من مكة وجدوا أنّ الصحراء مليئة بالناس والعدد والنار والطبخ واستعدادات الجيش، فقال أبو سفيان: يا حكيم هذا محمد وجيشه أبغتونا قبل أن نستعد، فلنرجع ونتهيأ.. فرجع، وقبل أن يخطو خطوات أحاط به مراقبو الجيش، فأخذه عباس بن عبد المطلّب (عم النبي)، وكان بينه وبين أبي سفيان صداقة قديمة، فطلب منه الأمان، فأعطاه ذلك، ثم أخذه عند النبي (ص)، فاستسلم وأسلم تحت السيف، وبعد وقت دخل النبي (ص) الى مكة وقد وقف أبو سفيان في مضيق وهو يتفرج جيش الله الذي يمر من أمامه، وأخيراً قال لعبّاس: يا عبّاس لقد علا مُلك ابن أخيك، فقال له عباس: ويحك إنّها النبوّة (الرجل ادّعى الإسلام، والآن يرجع ويقول: الآن لقد علا مُلك ابن أخيك، وهذا يبدي تماماً مدى إيمانه).. دخلوا في مكة، وفتَح الله مكة على يدَي رسول الله (ص)، دخل وهو يتلو على أبواب الكعبة الفقرات المعروفة التي يستحب أن نقرأها بعد كل صلاة: "لا إله إلا الله وحده وحده، نصر عبده، وأعزّ جنده، وهزم الأحزاب وحده".. ثم جمع القرشيين وقال لهم: ماذا ترون أني فاعل بكم؟ قالوا: أخ كريم وابن أخ كريم، فقال: اذهبوا فأنتم الطلقاء، وقال: من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن دخل دار حكيم بن حزام فهو آمن، ومن دخل بيته وأقفل الباب فهو آمن، ومن ألقى السلاح فهو آمن، ومن دخل بيت الله الحرام فهو آمن.. فإذن: فتح مكة كان فتحاً عظيماً، لأنه أولاً حرّر هذا الركن العظيم الإسلامي، وقضى على قاعدة العدوان، ثم كان هناك العرب الذين انتظروا ما يجري بين محمد وبين قريش، وكان هؤلاء يقولون في كلمة مأثورة عنهم: فلننتظر كي نرى، فإذا انتصر على قومه فهو نبي، وإلا فلا، حينما وجدوا أنّ النبي (ص) انتصر على قومه أسلموا ودخلوا في الإسلام.. ويقول القرآن الكريم: إذا جاء نصر الله والفتح، ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا، وقد نزلت هذه السورة المباركة في السنة التاسعة أو في إشارة (منها) الى السنة التاسعة أو أوائل السنة التاسعة حينما كانت القبائل تتوافد واحدة تلو الأخرى ثم جاءت قبائل اليمن كلهم دفعة واحدة، فأسلموا، وكانت الجزيرة تقريباً قد انتشر فيها الإسلام بسرعة مذهلة بعد هذه الواقعة، الآية الكريمة تشير الى ذلك الوقت: إذا جاء نصر الله والفتح، ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا، فسبّح بحمد ربّك واستغفره إنه كان توّابا. يشير القرآن الكريم الى أنّ النصر ليس لك يا محمد، فالنصر من الله، والقوة منه، فإذا كنت مؤمناً برسالته ترى أنك لا تملك لنفسك نفعاً ولا ضرا ولا حياةً ولا موتاً ولا نشورا.. فإذن (أمام هذا الانتصار) فسبّح بحمد ربك واستغفره، من أي شيء يستغفره؟ من الزهو الذي يطرأ على الإنسان حين الانتصار، حينما ينتصر يشعر بالزهو والاعتزاز، والله سبحانه وتعالى ربّى نبيّه ومنعه من أن يشعر بالزهو والانتصار، ولهذا نرى موقف الرسول حينما دخل مكة.. أرجو الانتباه: حينما دخل الرسول الى مكة فاتحاً منتصراً كأقوى فاتح على وجه الأرض، وفي الجزيرة بالذات، دخل وهو ينحني برأسه على ظهر دابته ويسبّح الله ويحمده ويستغفره، دخل دخولاً متواضعاً، دخول عبد، لا دخول منتصر مغرور، هذه اللوحة أمام أعين المسلمين تشكّل طريقة تبيّن عمق الإنسانية في هذا الدين الحنيف، دخل خاشعاً متضرعاً مبتهلاً الى الله مسبّحاً وحامداً ومستغفراً، والله سبحانه وتعالى هو التوّاب.. هذه الآية المباركة تربّي النبي وأصحابه، وتعطي صورة حية لقصد الإسلام عن الحرب والصراع، وتربّي المسلمين لكي يجدوا موقفاً إنسانياً ويقفوا موقفاً إنسانياً بعد الانتصار: ولا يجرمنكم شنئان قوم على أن لا تعدلوا، اعدلوا هو أقرب للتقوى (المائدة-.. حتى بعد الانتصار كن متزناً، انتبه أنّ هذا الانتصار ليس لك (حتى لا تأخذك العزّة)، الآية تربيهم، وبعد ذلك (كما ورد في أحاديث مستفيضة) أنّ النبي عندما نزلت هذه السورة قال: "إنّ نفسي قد نعَت إليّ نفسي"، وكأنه شعر بالوفاة، وبالفعل: فبعد واقعة النصر والفخر ودخول العرب أجمع الى الإسلام، فحسب الدقة التاريخية أنّ النبي ما عاش بعد هذا الوقت إلا عدة أشهر، والسبب أنه شعر بانتهاء الرسالة، وأنه جاء نصر الله، وأنّ الأمة تكوّنت، والمسلمون أصبحوا أمة متكافلة قوية ذات مقوّمات كاملة للبقاء، حينئذٍ شعر بانتهاء عمره فاستعدّ.. ويقول الرواة والأحاديث المروية عن أصحابه وعن زوجاته أنه كان يقضي هذه الأيام وهذه الأشهر الأخيرة دائماً في التفكير والتحليل والاستغفار والحمد لله، حتى جاء يوم وفاته، فخرج الى المسلمين متكئاً على كتف علي وفضل بن عباس، وجاء في خطبة عزيزة بعد أن يوصيهم بالصلاة والحج والصوم والزكاة، وبعد أن يوصيهم بالنساء والرفق بهن، وبعد أن يوصيهم بالعفو والصفح وعدم عودتهم ورجوعهم على أعقابهم، يقول: "أيها الناس، من جلدتُ له ظهراً فهذا ظهري، ومن أخذتُ منه مالاً فهذا مالي، ولا يخافن أحدكم الشحناء، فإنها ليست من شأني".. (هذا الختام المشرق في حياة النبي).. ماذا فعلتَ يا رسول الله حتى أصبحتَ تعتذر من أمتك؟ هل كان لهم مجد أو عز أو مال أو عدل بدونك؟ ومع ذلك هو يقول في آخر الخطبة: فإني أخاف أن أقابل وجه ربّي وعلى ذمتي أمر من أمور الناس.. وبالفعل، حاول بعض المخلصين أن يطبّق ما قاله النبي لكي يؤكد للتاريخ أنّ النبي قال وفعل، فقام وقال: يا رسول الله إنّ لي عليك حقاً.. قال: ماذا؟.. قال: كنت في يوم بدر واقفاً، وكان بيدك خشبة، وكنت تخطب في الناس وترتّبهم، فضربت على بطني، وأريد أن أقتص منك، قال (ص): إليّ إليّ.. حينما وصل الى عند النبي قال: يا رسول الله، حينما ضربتَ على بطني ما كان على بطني قميص، كان بطني عارياً، فاكشف عن بطنك حتى أقتص، فكشف (ص) عن بطنه، حينئذٍ ألقى الرجل بنفسه على أقدام الرسول، فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، إنما أردت أن أثبت للناس أنك تقول وتفعل.. وهكذا، ختم (ص) حياته الكريمة بعد أن أدّى الرسالة وأكمل الأمر وأتمّ نعمته وخدمته.. والسلام عليكم السيد موسى الصدر __________________